الحلقة الاولي

في نهار يوم قائظ من ايام حر يوليو 1924 كان المنتخب المصري وقتها عائدا لتوه من اوليمبياد باريس

بعد ان خرج من دور الربع نهائي امام السويد بخمسة أهداف

كان المنتخب المصري وقتها هو الممثل الوحيد لكرة القدم الافريقية في اي منافسة عالمية

وكانت وقتها الاولمبياد هي البطولة الكبري التي يتجمع فيها جميع فرق كرة القدم المتكونة وقتذاك

ولم تكن تتجاوز الاربع وعشرين منتخبا علي مستوي العالم اكثر من 90% منهم دولا اوروبية ولاتينيه

بعد تلك الدورة الاوليمبية الرائعة تم انتخاب جول ريميه رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم

كانت الفيفا التي تأسست عام 1904 وانضمت لها مصر عام 1923 تنظم دورة الالعاب الخاصة بكرة القدم

في الاوليمبياد ولكن جول ريميه واجهته مشكلة كبيرة وهي ان اللجنة الاوليمبية كانت مازالة وقتها مصرة

علي ان يشارك فقط اللاعبين الهواه في كل الالعاب وهذا الامر ادي الي عدم اشتراك العديد من اللاعبين المهرة

لانهم محترفين في اندية ودوريات ويتقاضون اموالا نظير لعبهم

وهذا الامر مثلا له قصه طريفه

الاولي ان منتخب مصر ذهب الي باريس بمنتخبان وليس واحد احدهما هو الهواه ويضم لاعبون محترفون

ولكن غير مسجلين وتقابل مع المجر القوية بمحترفيها ولكن الهواه ليسوا علي نفس المستوي

فتمكن المنتخب المصري من هزيمة المجر بثلاثة اهداف

ولكن في يوم 1 يونيو طلبت اللجنة المنظمة هويات اللاعبين فاضطرت مصر يومها الي لعب مبارتين

الاولي كانت امام ليتوانيا بالمحترفين وفازت ب10 اهداف والثانية كانت امام السويد بالهواه وانهزمت ب5 اهداف

ولكن تم احتساب نتيجة السويد وخرجت مصر من الاوليمبياد

رفضت اللجنة الاوليمبية محاولات جول ريمية لاشراك المحترفين في الدورات رفضا قاطعا

ورغم ذلك ظلت المنتخبات تشارك في الدورات الاوليمبية لانها البطولة العالمية الوحيدة الموجودة

اما جول ريميه فقد كان تفكيره كله منصب علي تنظيم بطولة خاصة بالفيفا

يشرك فيها محترفين كرة القدم ويتم تنظيمها بالتناوب بين الدول الاعضاء

عرض جول ريميه الفكرة علي كونجرس الفيفا المشارك في الاوليمبياد ووافقوا جميعا

واجلوها الي 1930 حتي لا تتصادف مع سنة تنظيم الاوليمبياد القادم في 1928

وتقرر ان يتم اسنادها الي بطل ذهبية الاوليمبياد عام 1924 وهي اوروجواي

ولكن ايطاليا اعترضت فتم الاتفاق علي ان يتم اسنادها الي بطل اوليمبياد 1928

وللمفارقة كانت اوروجواي ايضا

جول ريميه الفرنسي صاحب فكرة كأس العالم

تم توجيه الدعوة الي جميع المنتخبات ومن ضمنها منتخب مصر ممثل افريقيا الوحيد

ووافق الاتحاد المصري علي المشاركة وقرر الذهاب الي اوروجواي

ولكن بدئت دراما العشق الممنوع بين مصر وبين كاس العالم

كان مقررا للبطولة ان تبدأ يوم 13 يوليو 1930

وبعد ان تم تجميع المنتخب المصري وتجهيزه للسفر اولا عبر باخره متجهه الي ميناء مارسيليا الفرنسي ومن هناك

سيتم الصعود علي متن الباخرة الكونت الاخضر الشهيره التي اجرها ملك رومانيا خصيصا لكي يذهب بها

المنتخبات الاوربية ومنتخب مصر وحكام البطولة من اوروبا ورئيس الفيفا نفسه وكاس العالم معهم

كان مقررا الوصول يوم 4 يوليو وبالفعل بدئت الباخرة رحلتها من جنوه الايطالية يوم 19 يونيو

ووصلت مارسيليا 21 يونيو وظلت منتظرة ثلاث ايام حتي يصل الفريق المصري والفريق اليوغسلافي

وصل نصف الفريق اليوغسلافي وتاخر الباقي في رحلة القطار واستقل بعدهم باخرة بريدية

اما الفريق المصري فقد تاخر من الاصل في اللحاق برحلته من الاسكندرية ولم يصل الي مارسيليا ابدا


وكان ما كان

وانطلقت البطولة بدون المنتخب المصري وبدون ستة منتخبات اخري من ضمنهم المنتخب الايطالي

الغاضب من اسناد تنظيم البطولة الي اوروجواي



يتابع في الحلقة الثانية

الحلقة الثانية
كانت عقارب الساعة تشير الي الساعة الرابعة والنصف بعد عصر يوم الاحد 27 مايو 1934 انطلقت اولي مباريات
المنتخب المصري في كأس العالم علي ملعب بارتينوبو  أو جيورجيو أسكاريلي في مدينة نابولي الايطالية
تحت حكم الفاشي موسوليني كانت المباراة قد انطلقت ولم يكن يدري من يلعبها من لاعبي المنتخب المصري
انها ستظل عالقة في أذهان أحفادهم حتي عام 2018
ولكن حتي وصولنا الي نابولي ولعبنا تلك المباراة امام المنتخب المجري العظيم وقتها قصة انتهت فصولها
علي ذلك الملعب الذي وللمفارقة تدمر بعد تلك المباراة بخمس سنوات في الحرب العالمية الثانية ولم يعد له وجود الان


واجهة الملعب التي دخل منها لاعبي المنتخب للعب مباراتهم الاولي في كأس العالم

بعد ما حدث في كأس العالم 1930 السابقة من اعتذارات وبعد شعور معظم اتحادات كرة القدم في العالم

مدي اهمية المجد الحاصل في المشاركة في تلك البطولة ارسلت العديد من الدول الي الفيفا رغبتها المشاركة في كاس العالم

القادمة والتي تقرر اقامتها في ايطاليا

فلم يكن امام الفيفا وقتها سوي ان تقيم تصفيات قبل انطلاق البطولة التي تقرر أن تنطلق في 27 مايو 1934

بدئت التصفيات قبلها بعام تقريبا ووقعت مصر في المجموعة الثانية عشر التي ضمت ممثلي قارة اسيا وقارة افريقيا ولم يكن

وقتها وجود للكاف او للاتحاد الاسيوي فانطلقت التصفيات بدون تنسيق اي شئ من اي نوع مما ادي الي انسحاب تركيا

وبقاء مصر وممثل سلطة الانتداب في فلسطين



معلومة صادمة :

المنتخب الممثل لسلطة الانتداب في فلسطين في هذا الوقت هو امتداد قديم لاتحاد الكيان الصهيوني الحالي

ورغم عدم ضم نتائج ذلك المنتخب الي نتائج منتخب الكيان الصهيوني فان لاعبيه كانوا بالكامل من الجاليات اليهودية

الغربية التي هاجرت الي فلسطين تحت مسمي انشاء الكيان لذلك فلا يمكن باي حال من الاحوال تسمية

ذلك المنتخب بمنتخب فلسطين



لم يهتم احد اطلاقا بمصر بتلك التصفيات ورعم وصول الدعوة رسميا عن طريق الاتحاد وتحديد مواعيد المباريات

الا أن المنتخب المصري نفسه تجمع عن طريق الصدفة قبل انطلاق مباراة التصفيات في 14 مارس 1934

كان حسين صبري باشا رئيس الاتحاد قد جلب قبل التصفيات باعوام مدرب اسكتلندي يدعي ماكري

قام ماكري بتجميع لاعبي مصر من أهم اندية مصر في تلك الفترة المصري والاهلي والمختلط والاولمبي والاتحاد

وامام 13 الف متفرج في ملعب معسكر الجيش البريطاني بالعباسية تجمع المشاهدون حول الملعب يفصلهم حبل ابيض عريض

عن خطوط التماس بادارة الحكم الانجليزي ستانلي ويلز الذي يقال انه كان ضابطا في الجيش البريطاني فقرروا اسناد المباراة اليه

توفيرا للنفقات وبعد اعتراض اللاعبين اليهود علي ادارة اي حكم اخر للمباراة



فازت مصر بسبعة أهداف مقابل هدف وفي تل ابيب وعلي ملعب هابوعيل فازت مصر باربع اهداف مرة اخري

لتصعد للمرة الاولي وقبل الاخيرة الي كاس العالم



اشارت الاهرام علي استحياء لذلك الخبر لم يكن يعلمون أهميته



ماكراي اختار اللعب بطريقة 2 – 3 – 5 وجاء التشكيل كما يلي

: حراسة المرمى: مصطفى كامل منصور (الأهلي)

خط الدفاع: علي كاف (المختلط) - عبد الحميد شارلي (الأولمبي) خط الوسط: حسن الفار (المختلط)

- حسن رجب (الاتحاد السكندري) - أمين صبري (الأهلي)

خط الهجوم: محمد لطيف (المختلط) - مختار التتش (الأهلي)

- عبد الرحمن فوزي (المصري) - مصطفى كامل طه (المختلط) - جميل الزبير (الأهلي)

المباراة شهدت سيطرة كبيرة من المنتخب المصري،

ونجح في إنهاء الشوط الأول متقدماً برباعية نظيفة

بدأها مختار التتش في الدقيقة 11

وأضاف مصطفى كامل طه هدفاً ثانياً بعدها بعشر دقائق

ثم عاد التتش ليسجل هدفه الثاني والثالث لمصر في الدقيقة 35

قبل أن يختتم محمد لطيف رباعية الشوط الأول قبل نهايته بدقيقتين

وفي الشوط الثاني أكمل التتش الهاتريك بهدف خامس لمصر في الدقيقة 51

قبل أن يقلص أفراهام نودلمان النتيجة مسجلاً هدف فلسطين الوحيد في الدقيقة 61

وعاد مصطفى كامل طه ليسجل الهدف السادس لمصر في الدقيقة 79

قبل أن يختتم محمد لطيف أهداف المباراة قبل نهاية الوقت الأصلي بثلاث دقائق



كابتن منتخب مصر مختار التتش مع كابتن منتخب فلسطين تحت الانتداب جاديوليهو فوخس





مباراة الإياب أقيمت يوم الجمعة 6 إبريل 1934

على ملعب هابوعيل في تل أبيب بحضور 8 آلاف متفرج، بإدارة انجليزية أيضا للحكم فريدريك جون جودسبي.


منتخب فلسطين تحت الانتداب




وجاء تشكيل منتخب مصر مختلفا عن لقاء الذهاب


: حراسة المرمى: عزيز فهمي (الأهلي)

خط الدفاع: علي كاف (المختلط) - عبد الحميد شارلي (الأولمبي)

خط الوسط: حسن الفار (المختلط) - حسن رجب (الاتحاد السكندري)

محمد فريد بخاتي (المختلط) خط الهجوم: محمد لطيف (المختلط)

مختار التتش (الأهلي) - عبد الرحمن فوزي (المصري)

مصطفى كامل طه (المختلط) - محمود هاني لبيب (الأهلي)

رباعية هذه المرة في مقابل هدف وحيد، تؤهل المصريين إلى المونديال

وجاءت الأهداف هذه المرة بتوقيع محمد لطيف (هدف)

مختار التتش (هدفان)، عبد الرحمن فوزي (هدف)

التتش في احدي الهجمات علي مرمي المنتخب الفلسطيني


صعد منتخب مصر اخيرا الي ايطاليا وفي هذه المرة حجز المنتخب تذاكر السفر من ميناء الاسكندرية مباشرة

وانتقلوا جميعا مع مدربهم ماكاري وحسين صبري باشا علي متن الباخرة الي جنوب ايطاليا نابولي

حيث ملعب مباراتهم في شهر مايو امام المجر

اضافة للموضوع

تيشرت المنتخب الاخضر تصميم رائع جدا





ولكن لذلك حلقة اخري تتبع ان شاء الله