في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القاريء.
قبل سنوات قلت أن التحكيم السىء ليس من يعطيك ضربة جزاء لك أو يحستبها ضدك ولكن التحكيم السىء من يجعل كرة القدم ( امريكية ) بالعنف أو من يكسر إيقاع المباراة بإستخدام الصافرة في كل خطأ (خاصة لو كان ضدك) ..إنتهينا من تلك النقطة والان نبدأ في البحث الحقيقي عن لماذا عجز الأهلي عن إقتناص اللقب؟
الأهلي أخفي ملامح مران الفريق والتكتيك المتبع في المران الرئيسي بالمغرب ، الأهلي ألغي تدريب الفريق بسبب تدافع الجماهير ..أي أن الأهلي فعليا لم يقم بعدد كاف من التدريبات للتدريب علي جمل جديدة أو حتي تنفيذ ركلات ثابتة بشكل مختلف وهو ما إتضح في كيفية إهدار عبدالله السعيد لكل الركلات الركنية جهة اليمين حتي قام حسين السيد بتشكيل خطورة في أول ركلة من جهة اليمين (رقم واحد).
تشاي جيفين (حارس مانشستر سيتي السابق) حارسا كبيرا ولكني أعلم أني أستطيع أن أرسل أية كرة عرضية داخل منطقة الجزاء وتشكل خطورة ..جيفين لا يتحرك من خط المرمي لذلك لن أهتم بدقة الكرات العرضية ولو كان الحارس المقابل لي (كورتوا أو تشيك) سأفكر كثيرا قبل إرسال العرضية لإنني أعلم أنه سيخرج لملاقاتها (ريان جيجز نجم مانشستر يونايتد السابق عن تشاي جيفين).
لا أعلم إن كان شريف إكرامي مصاب أم لا ؟ ولكن شريف بعد خطأ الترجي في الذهاب يبدو غير جاهز علي الأقل ذهنيا ..ففي الكرات العرضية في داخل منطقة الجزاء لا يتحرك من خط المرمي وفي التسديدات البعيدة يتحرك خطوتين إرتكازه علي القدم ثم القفز تجاه الكره يبدو أبطأ نسبيا.
البعض يتحدث عن رحيل أحمد حجازي بأنه سببا في كثرة الأهداف ، صحيح أن حجازي لا يقارن بأي مدافع مصري خاصة في الجانب الأيسر ولكن الأهلي في وجود حجازي إستقبل أهداف مباشرة عن طريق أخطاء له أمام الوداد ، حجازي نفسه لم يلعب أكثر المباريات في الموسم الماضي الفكرة إن قوة حجازي كانت غطاء لكثير من الأخطاء في الكرات العرضية ..لذلك الحل السريع أيضا كان في تحسين مستوي خروج حارس المرمي لإقتناص العرضيات مبكرا.
وليد أزارو ..قارن بين بدايته مع الاهلي وبين مستواه الحالي ؟ ستجد أن ميزة أزارو الوحيدة في الركض تجاه الكرة بشكل مستمر تتراجع ..يصبح جيدا في الربع ساعة الأولي ثم يتراجع ومع عدم إستقباله للكرات بشكل جيد والسيطرة عليها يصبح الإعتماد عليه خطأ كبير ( خصوصا وقت التحولات من الدفاع للهجوم ) حتي ل كان أزارو يمتلك سرعة يوسين بولت نفسه.
أجايي إستطاع بعد خروج أزارو إقتناص الكرات ومحاولة بناء الهجمات بشكل أفضل وإن كان البدري لا يريد خسارة أزارو فكان من الأولي ( التفكير ولو لبعض الوقت ) في تغيير مركزه مع اجايي خصوصا لو علمنا من مدربه السابق ( عبدالرحيم طالب ) أن أزارو نفسه يفضل اللعب كمهاجم ثان .
بعد مباراة العودة مع النجم الساحلي ربما أكون من القلائل التي تعرضت للأسباب البدنية فقط كسببا مباشرا للنتيجة الكبيرة في ظل الإعتراف بتفوق الأهلي فنيا علي كافة الأصعدة .
الوداد مثل النجم فنيا أقل ولكن كي تعوض ذلك الجانب عليك الأهتمام بالشق البدني والشق التكتيكي ، عموتة يتراجع للخلف لذلك من المنطقي أن يلجأ الأهلي لنقطة ضعف الوداد الأبرز في ظل تراجع الفريق لحدود منطقه جزائه ..زهير لعروبي .
كيف سجل مؤمن الهدف الأول للأهلي ؟ لا أقصد هدف مباراة الذهاب ولكني أتحدث عن مباراة الفريقين في دوري المجموعات ..متابعة من تسديدة أجايي ( الذي أثبت نفسه مباشرة بعد هروب كوليبالي ) بالدوران بمدافع الوداد ( ليسدد (لم يفعلها أزارو منذ قدومه للأهلي)، ثم متابعة من زكريا .
هدف مؤمن في مباراة الذهاب التسديد من خارج المنطقة وكرة الأهلي الأخطر جاءت عن طريق متعب بتسديده مباشرة أيضا ولعروبي كان بعيدا عن مجال الكرة ولو كانت في الشباط لعانقتها ، أمس إرتدت الكرة أيضا من زهير ولم تجد متابعا ..كم تحتاج الإدارة الفنية للأهلي من لقاءات كي تدرس نقطة ضعف الفريق المنافس ؟
أمام الصفاقسي في 2006 وأمام النجم الساحلي 2007 وأمام الترجي 2012 كنت الأفضل في مباراة خارج الديار بفارق كبير ، أمس كنت الأفضل بشكل طفيف ما جعلنا ندرك تلك الحقيقة كان تصرف المهاجمين أمام منطقة الجزاء.
الجملة التكتيكية التي نجح فيها الأهلي بخلق فرص كانت أمام جبهة جدارين بتحركات مؤمن زكريا ورغم ذلك قام البدري بتغيير مركزه مع عبدالله السعيد علي الجبهات ولم تعود الخطورة للأهلي إلا عندما عاد مؤمن للجانب الأيمن قبل دخول حمودي .
عندما يتراجع المنافس للخلف التفكير يبدأ فورا في المهارة الفردية لإقتناص خطأ أو تجاوزه وبالتالي يصبح هناك فرصة للتسديد أو للتمرير القطري أو العرضي .. كل ذلك كان موجودا ولكن بنسب ضئيلة جدا
أخيرا .. الأهلي سيعود لإن الفريق بالفعل يعد الأفضل أفريقيا فقط جزئيات بسيطة في تطوير بعض الأفكار كي ينجح دائما في المواجهات الصعبة ( رغم أنف جساما )