هناك بيت مشهور من إحدى قصائد الشاعر العراقي " نباته السعدي "، من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت اﻻسباب و الموت واحدا .
ولكن الناجين من مأساة "" كارثه سوبراجا "" لا ينطبق عليهم هذا البيت بل ينطبق عليهم مقولة الأديب اللبناني وكبير شعراء المهجر جبران خليل جبران حيث قال (أخبروا الحظ بأننا أحياء، فليطرق بابنا ليلة) ولكن الحظ طرق أبواب من نجوا في كل ليلة وليس ليلة واحدة.
مات فريق " الجراندى تورينو " الذي كان ملك أيطاليا في اﻻربعينات ومات القائد والﻻعب الفذ فالتينو مازوﻻ وباقي رفاقه في مثل هذا اليوم من عام 1949 وهم في طريق العودة من البرتغال بعد أن لعبوا في مباراة إعتزال كابتن نادي بنفيكا والبرتغال فرانشيسكو فيريرا ولكن من نجا من الموت وكيف ؟؟؟
اﻻجابه إن كل من كان على الطائرة المنكوبه ماتوا جميعا إﻻ من تخلف عن السفر وكان من حسن طالعهم.
شاءت اﻻقدار ان يبقو احياء و يعيشو عمرا مديدا فمن هم ؟
《ساورو توما وريناتو جاندولفي ولويجي جوليانو وفيرتشيو نوفو هم أبطال الحكاية
ساورو توما
كان أخر من بقى حيا من فريق " الجراندى تورينو " حتى وافته المنية الشهر الماضي يوم 10 إبريل، المدافع الذي انتقل إلى تورينو عام 1947 قادما من نادي سبيزا وعند قدموه حدثت مشكلة.
أوﻻ كانت هناك شكوك حول مشاكل فى الرئه تصاحبه وذلك ما أثبت انه خطأ وثانيا إن إتفاق إنتقاله سيكلف نادى تورينو 5 ﻻعبين سينتقلوا إلى نادي سبيزا وهو ما حاول نادي تورينو التراجع عنه ولكن حسم الموقف رئيس النادى " فيروتشيو نوفو " لأن هناك من كان يريد الﻻعب مثل نادي اليوفينتوس وجنوى.
عند مشاركاته الأولى مع النادب في رحله كانت فى البرازيل اثبت جدارة كبيرة وأنه صفقه رابحه.
الﻻعب أصبح أقرب المقربين من اﻻسطوره " فاﻻنتينو مازوﻻ " ومﻻزما له .
قبل سفر الجراندي تورينو إلى لشبونه للعب فى مباراه على شرف ﻻعب بنفيكا فرانشيسكو فيريرا أصيب توما في غضروف الركبه مما جعله ﻻ يسافر مع الفريق لينجو بحياته وعاش عمرا مديدا حتى توفي عن عمر 92 عاما.
لم يتحمل ساورو توما البقاء في النادي لفقدانه الأصدقاء واﻻحباء فرحل في عام 1951 إلى نادي بريشيا ومنها إلى نادي بارى لتنهى إصابه الركبه التي جعلته ينجو من الموت حياته المهنية في عام 1955 .
وعاش بجانب إستاد تورينو " استاد فيلادلفيا " و يعتبر مرجع لكل الكتب التى تحدثت عن الفريق الكبير " الجراندي تورينو " الذى فاز معهم ببطوﻻتى دورى 1947/1948 &1948/1949.
ريناتو جاندولفى
حارس المرمى المحظوظ الذي أنقذه القدر من السفر في الرحله المشئومه بسبب المحسوبيه والوساطه، كان الحارس الثانى للفريق بعد حارسه اﻻول " فاليريو باسيجالوبو "
عند السفر في الرحله المشئومه كان ريناتو من المختارين للرحلة ؛ و لكن هنا تدخل القدر ..... فأحد نجوم الفريق كان المدافع " الدو باﻻرين " كان اخوه " دينو باﻻرين " الحارس الثالث للفريق ولن يسافر بسبب سفر ريناتو جاندولفي فقام بالضغط على الإدارة من أجل سفر أخية وإستبعاد ريناتو جاندولفي من الرحلة ؛ والتي كانت لسخريه القدر إستبعادا من الموت & وقد كان فمات الأخوان دينو والدو ونجا ريناتو جاندولفي من الموت المحقق بل و عاش حتى عمر 85 عاما فقد توفى فى عام 2011.
فاز بدورى 1948/1949 وأنتهت مسيرته المهنية في عام 1961 بعد التنقل إلى عده أنديه مثل :- جنوى و لينيانو و لاتسيو .
لويجي جوليانو
ﻻعب الوسط الشاب القادم من نادي بروفيرشيلي وكان الﻻعب الوحيد من فريق الشباب الذي يشارك بإنتظام مع الفريق اﻻول وسجل معه أهداف مؤثرة في موسم 1948/1949 .
سبب عدم سفره هو تأخر إستخراج جواز سفر له قبل السفر للرحله الكارثية فربا ضاره نافعه أنقذته من الموت.
لعب للفريق حتى عام 1954 ثم أنتقل إلى نادي روما حتى أعتزل اللعب عام 1962 .
لعب مباراه واحدة لصالح منتخب إيطاليا عام 1955 وكانت ضد المجر .
توفى فى عام 1993 عن عمر 63 عام .
فريتشيو نوفو
رئيس النادي وصانع فريق " الجراندي تورينو " نجا من الموت بسبب إصابته باﻻنفلونزا فلم يستطيع السفر مع الفريق وتوفي فى عام 1974 عن عمر 77 عام .
أرجو أن اكون وفقت في نقل الجانب المجهول عن الناجين من الكارثه التى أودت بالفريق العظيم تورينو الذى كان العمود الفقرى لمنتخب أيطاليا في الأربعينات وللذي بموته عانى منتخب الازوري لفتره طويله حتى عاد للبطوﻻت ولكن نادي تورينو أصبح الخاسر اﻻكبر بعد أن كان مارد إيطاليا المتوج فى اﻻربعينيات من القرن الماضي لم يحقق الأسكوديتو بعدها إلا مرة واحده وكانت موسم 1976/1975 بعد رحيل العظماء. 
في ذكرى مأساة السوبراجا.. عندما قال الناجون: أخبروا الحظ بأننا أحياء
الثلاثاء 18 سبتمبر - 9:21:56 من طرف احمد البارون