بجرأة كبيرة وسط جماهير أبطال العالم، خاض المنتخب السعودي آخر مواجهاته الودية قبل الانطلاق إلى الأراضي الروسية للمشاركة في نهائيات كأس العالم 2018، والتي خسرها أمام المنتخب الألماني بهدفين مقابل هدف.

خاض المنتخبان المواجهة بتشكيلتيهما الأساسيتين، ولعب الإسباني خوان أنتونيو بيتزي بطريقة 4-1-4-1 التي يبدو أنه استقر عليها بعد التحول من طريقة 4-3-3 التي بدأ بها مشواره مع المنتخب السعودي.

اختار بيتزي الحارس عبد الله المعيوف في حراسة المرمى، بينما لعب كل من ياسر الشهراني، أسامة هوساوي، عمر هوساوي ومنصور الحربي في خط الدفاع، ولعب عبد الله عطيف كلاعب ارتكاز دفاعي خلف الرباعي سلمان الفرج، يحيى الشهري، سالم الدوسري وتيسير الجاسم، فيما لعب فهد المولد كمهاجم وحيد.

ظهرت نقطة الضعف الأساسية للمنتخب السعودي جلية في الدقائق الأولى من الشوط الأول، بالارتباك الواضح في التعامل مع الكرات الطولية في عمق الدفاع، والتي فطن لها لاعبو المنتخب الألماني مبكرًا، وسجلوا عن طريقها الهدف الأول، بعدما حول ماركو رويس كرة طولية إلى تيمو فيرنر الذي أودعها الشباك مباشرة.

كما ظهر الدفاع السعودي بطيئًا للغاية أمام الانطلاقات الألمانية من جانبي الملعب، وفشل في أكثر من مناسبة في التعامل مع التمريرات الألمانية السريعة داخل منطقة الجزاء، وهو ما منح أصحاب الأرض فرصة استلام الكرة بأريحية بالقرب من المرمى السعودي، إلا أن الحظ حالف الضيوف الذين نجوا من عدة فرص محققة للهدف الثاني في أكثر من مناسبة،

واكتملت الكوارث الدفاعية للمنتخب السعودي بظهور مساحات كبيرة بين قلبي الدفاع والظهيرين، وهو ما دفع بيتزي لاستبدال ظهيره الأيسر منصور الحربي بنظيره محمد البريك بين شوطي اللقاء.

لكن مع زوال الرهبة تدريجيا نجح المنتخب السعودي في تشكيل خطورة حقيقية على خط الدفاع الألماني، وبدا الانسجام واضحًا بين لاعبي خط الوسط السعودي، خاصة الثلاثي يحيى الشهري، تيسير الجاسم وسالم الدوسري، الذين نجحوا في قيادة التحول السعودي من مناطق الدفاع إلى نصف الملعب الألماني بشكل ممتاز.

فضّل بيتزي الضغط المتقدم على المنتخب الألماني، وغامر باللعب على مصيدة التسلل، والتي نجحت في مواقف عديدة، إلا أن الأخطاء الدفاعية ظهرت مجددًا في الدقيقة 43، عندما سجل عمر هوساوي هدفًا بالخطأ في مرمى زميله المعيوف بالدقيقة الثالثة والأربعين.

تحرر المنتخب السعودي بشكل أكبر في شوط المباراة الثاني، وظهرت بوضوح أبرز نقاط قوته، عندما يتسلم أحد الثلاثي "الشهري، الدوسري والجاسم" الكرة في منتصف الملعب، حيث ينتشرون بشكل مثالي في التحول الهجومي إلى جانب المهاجم الصريح "فهد المولد أو محمد السهلاوي".

وتنوعت الهجمات السعودية عن طريق الجبهتين اليمنى واليسرى، حيث تكفل يحيى الشهري بالتحول للجناح الأيمن عند امتلاك الكرة، بينما يؤدي الدوسري الدور ذاته بامتياز عبر الجبهة اليسرى.

وظهر تيسير الجاسم كأخطر عناصر المنتخب السعودي عندما يتحرك من الخلف لاستقبال الكرة من الشهري أو الدوسري، وهو ما تسبب في حصوله على ركلة جزاء في الدقيقة الرابعة والثمانين، أهدرها السهلاوي الذي دخل بديلًا لفهد المولد قبل أن ترتد إلى الجاسم ليسجل الهدف السعودي الوحيد في اللقاء.

المنتخب السعودي سيواجه ثلاث مدارس مختلفة تمامًا في نهائيات كأس العالم، حيث يلعب المنتخب الروسي بطريقة 3-5-2 والتي تمنحه زيادة عددية في وسط الملعب، إلا أن أبرز ما يعيبه بطء خط دفاعه أيضًا، بينما يلعب منتخب أوروجواي بطريقة 4-4-2، ويلعب المنتخب المصري بطريقة 4-2-3-1، والتي ستمثل خطرًا كبيرًا على المنتخب السعودي من جانبي الملعب، في ظل فارق السرعات الكبير بين الجناحين المصريين محمد صلاح ومحمود حسن "تريزيجيه" ولاعبي خط الدفاع السعودي.