أقل من شهر ونصف تفصلنا عن المونديال، الحدث الكروي الأكبر الذي يحمل لمحبي الجلد المدور لحظات من السحر والجنون لا تتكرر سوى كل 4 سنوات.
وتشارك 4 دول عربية في مونديال روسيا المقبل "مصر - السعودية - المغرب - تونس"، وهو رقم غير مسبوق.
ويلقي اليوم الضوء على نجوم سابقين ومعاصرين من هذه الدول الأربعة، قبل المحفل العالمي الكبير.
البداية مع عبد الرحمن فوزي أول لاعب عربي يهز الشباك في تاريخ بطولات كأس العالم، والهداف التاريخي لمصر في المونديال.
ولد فوزي في 11 أغسطس/ آب 1909، وكان أحد نجوم نادي الزمالك المصري التاريخيين، وقاد منتخب الفراعنة للتأهل إلى النسخة الثانية من بطولة كأس العالم، التي أقيمت عام 1934 في إيطاليا.
لعبت مصر في التصفيات ضد المنتخب الفلسطيني بنظام الذهاب والإياب، وتفوق أبناء النيل ذهابا في القاهرة بسباعية لهدف، وكرروا تفوقهم في القدس بنتيجة 4-1، ليتأهل الفريق المصري للمونديال لأول مرة في تاريخه.
ثنائية تاريخية
لعب الفراعنة أولى مبارياتهم في هذا المحفل التاريخي أمام الفريق المجري في مدينة نابولي الإيطالية.
ووفقا للروايات وتصريحات نجوم المنتخب آنذاك وأبرزهم الحارس مصطفى كامل منصور، فإن المنتخب العربي تعرض لظلم تحكيمي فادح أدى لخسارته برباعية مقابل هدفين، تكفل عبد الرحمن فوزي بتسجيلهما.
وأكد منصور أن الحكم الإيطالي رينالدو بارسينا حرم عبد الرحمن فوزي من الهاتريك، بعدما انطلق النجم المصري من منتصف الملعب وراوغ من قابله ليسجل في الشباك، إلا أن الحكم لغى الهدف بداعي التسلل وسط دهشة كل من في الملعب.
وأوضح منصور الذي كان يلعب كحارس مرمى أن مهاجم المجر كسر أنفه قبل أن يسجل الهدف الرابع وسط تذمر من 1500 مشجع حاضر وأن الصحافة الإيطالية اعترفت بتحيز الحكم ابن جلدتها للمجريين.
ورغم أن المنتخب المصري ودع البطولة بعد هذه الهزيمة، إلا أن عبد الرحمن فوزي الذي كان يشغل مركز الجناح الأيسر اختير ضمن التشكيلة المثالية للبطولة، بعدما قدم أداء مبهرا ضد المجريين.
عاش فوزي مسيرته الكروية بين ناديين فقط هما المصري والزمالك "فاروق آنذاك"، واعتزل اللعب عام 1947 وتولى بعدها تدريب الزمالك.
وبعد ذلك بـ10 سنوات، دخل فوزي تاريخ الكرة السعودية، بكونه أول مدرب يتولى مهمة الإشراف الفني على المنتخب السعودي، واستمر في منصبه لمدة 5 سنوات كاملة، ليخلفه بعدها المدرب التونسي علي الشواش.
وفي 16 أكتوبر/تشرين الأول 1988، رحل فوزي عن عالمنا، وكرمه الزمالك بإطلاق اسمه على الصالة المغطاة بالنادي.