تحول كبير شهده الأداء الخططي للمدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر في مواجهة مصر والبرتغال الودية التي انتهت في اللحظات الأخيرة لصالح بطل أوروبا (2-1) في سويسرا.
كوبر اعتاد في مباريات تصفيات كأس العالم وكأس أمم إفريقيا الأخيرة على اللعب بطريقة (4-2-3-1) التي تصبح مُعظم أوقات المباراة إلى (4-5-1) وهو ما يُفقد الفريق المصري الكثير من الحلول الهجومية ويجعله مستسلماً في الدفاع انتظاراً لحل فردي من أحد اللاعبين على الأطراف.
في مواجهة البرتغال أظهر كوبر أنه لا يحصل على راتبه في فترات لا يتجمع فيها المنتخب دون وجه حق، هيكتور فكّر وقرر، ثم طبّق أمام بطل أوروبا طريقته الجديدة المُبشرة بنسيان الكرة القبيحة التي كان يُقدمها من قبل.
مدرب الفريق المصري مُتابع جيد لمباريات ليفربول في الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، وعلى الرغم من ذلك لم يطبق طريقة كلوب (4-3-3) للاستفادة بدخول محمد صلاح في العمق كمهاجم متأخر خلف فيرمينو، لكنه اختار طريقة جديدة ربما تحقق استفادة أكبر من صلاح غير التي يُقدمها لليفربول.
كوبر بدأ المباراة بتشكيل مكون محمد الشناوي، وأمامه رباعي دفاعي (فتحي، حجازي، جبر، عبد الشافي) خلف رباعي الوسط (عبد الله السعيد، حامد، النني، تريزيجيه).
وفي الهجوم كان من المفترض أن يلعب كوكا مهاجماً وحيداً وصلاح على الطرف الأيمن، لكن مفاجآة كوبر كانت في إشراك صلاح في العمق إلى جوار كوكا، وأحياناً بالتبادل مع مهاجم سبورتنج براجا الذي يفسح الطريق لصلاح بالخروج إلى الرواق الأيمن ليدخل هداف البريميرليج في منطقة الجزاء وبين قلبي الدفاع.
الطريقة هذه سمحت للأطراف بشيء من الحُرية مع الرقابة المُكثفة على صلاح في العمق، وسمحت بالهدف الأول الذي سجله الفريق المصري عن طريق صلاح من عمق الملعب بتسديدة أمام منطقة الجزاء وقت أن كان نجم مصر متمركزاً في موقع المُهاجم الثاني، وهنا أثمر عمل كوبر.
تحول كوبر في طريقته لأول مرة يشير إلى احتمالية أن تنسى مصر كرتها القبيحة الدفاعية وتتخلي عن (ركن الحافلة) ولو لأجزاء من المباراة، وتنتقل إلى (4-4-2) للاستفاد من الحالة التي يمر بها محمد صلاح الهداف الأول في دوريات أوروبا الكُبرى.
وإذا كانت حلول كوبر نجحت هجومياً إلى حد كبير، فإن الأزمة الدفاعية في الكرات العرضية ما زالت ناقوس خطر، مرعب، بل شديد الرُعب، خاصة وأن مواجهة مصر الأولى ستكون أمام فريق يمتلك اثنين من أفضل مهاجمي العالم المميزون في ضربات الرأس (سواريز، كافاني).
على كوبر أن يجد حلاً في مرور العرضيات السهلة بين حجازي وجبر، كما عليه أن يجلس مع أحمد ناجي مدرب الحراس، من أجل مناقشة إمكانية تغيير طريقة لعب الحارس (أياً كان اسمه) لكي يكون له دور رئيسي في الكُرات العرضية القريبة منه بدلاً من الاعتماد على المدافعين والاكتفاء بالمشاهدة، لأنه خطأ متكرر من (كل الحُراس) الذين دافعوا عن مرمى مصر.
نعم، هناك شيء اسمه (طريقة لعب الحارس)، وتؤثر كثيراً في نتائج المباريات، سواء في الهجوم أو الدفاع، إذا تمكن كوبر من هذه التفاصيل بنجاح مثلما فعل في توظيف صلاح وتطويع الطريقة للاستفادة منه، وقتها يمكن أن نرى فريقاً مصرياً على قدر الطموح في كأس العالم.
وعلى الرغم من الخسارة الحارقة للأعصاب أمام البرتغال، إلا أنها كانت محاولة جيدة من الفريق المصري، وتعبير عن قدرة بطل إفريقيا التاريخي على الظهور بشكل جيد في مونديال روسيا.