كثير من المتتبعين لا يفهمون التغييرات التي تحصل في تصنيف الفيفا. خاصة عندما تجد فرقا تحقق نتائج إيجابية لكنها تتراجع في الترتيب. بينما هناك فرق لا تلعب مباريات او تنهزم و مع ذلك تصعد في الترتيب. و هو ما يضع مصداقية الترتيب في محل شك و بذلك نجده غير موضوعي. شخصيا كان التصنيف يفاجئني كلما تم تحيينه و لم اكن استوعب كيف تتم العملية برمتها بما فيها كيفية توزيع النقط. الاكيد ان كل من حاول الدخول الى موقع الفيفا ليطلع على الطريقة المستعملة يجد شرحا كاملا لعملية حساب النقط بالاضافة الى المعاملات التي يتم الاخذ بها بناء على قوة المنافس و المنافسة، سواء كان يتعلق باقصاءيات او نهائيات ، مباريات ودية او رسمية ، القارة التي يتواجد فيها المنتخب الى غير ذلك....

و مع ذلك تبقى الامور مبهمة لان هناك اشياء لا يتم تفصيلها لانهم يكتفون بشرح اساس العملية و ليس فروعها. وهو ما يضعنا في حالة من التيه ظنا منا اننا رغم استيعابنا للعملية برمتها و مع ذلك لا نستطيع ان نساير التغيرات في التصنيف.

هذا اللبس الذي يقع فيه اغلبنا راجع الى تركيزنا كلنا على النقط المحصل عليها انيا دون الاخذ بالاعتبار ان هناك نقط يتم خصمها كاملة اذا اذا تجاوزت 48 شهرا و خمسها اذا تجاوزت 36 شهرا و ثلاث اعشارها اذا تجاوزت 24 شهرا و النصف اذا جاوزت 12 شهر اي سنة كاملة. ساحاول تبسيط الامور عليكم اخواني باعطاء مجموعة من الامثلة.

افضل مثال هو المنتخب المصري لانه تراجع ب 13 مركز في اخر تصنيف حيث انتقل من الرتبة 30 الى الرتبة 43. كيف ذلك رغم انه لم يلعب و لو مباراة واحدة خلال السنة الحالية 2018 .

اولا هناك حالتين للتراجع في الترتيب:

الحالة الاولى ان تحافظ بعض الفرق على نفس رصيدها من النقط الى انه من الممكن ان تحقق الفرق الاقل ترتيبا نتائج مهمة وتحصل على نقط كثيرة تجعلها تتجاوز رصيد مجموعات من المنتخبات خاصة مع تقارب مجموع النقط. وهذا ما يحدث خاصة بعد لعب احدى النهائيات القارية فتجد مجموعة من المنتخبات من نفس القارة تقفز في الترتيب و هو ما يحدث تغييرات كبيرة في التصنيف.

الحالة الثانية و هي ان يتراجع رصيد النقط للمنتخب مما يؤثر على تراجعه في الترتيب. و هذا ما ينطبق على حالة المنتخب المصري و المغربي هذا مع اختلاف الاسباب. و هنا ايضا حالتين مختلفتين:المنتخب المغربي فقد 56 نقطة لان معدل السنة الحالي من النقط هو الذي تراجع. خاصة مع مشاركته في الشان و لعب مقابلات رسمية الا ان معاملها من نظر الفيفا هو نفس معامل المقابلات الودية. لذلك معدل النقط المحصل عليه من مجموع المباريات لم يتجاوز 300 مما ساهم في انقاص المعدل السنوي لاخر 12 شهرا من 410 الى 360. واذا ما اضيف على 360 نقطة 226 (نصف 467 ) المحصل عليها في 12 شهر الاخيرة قبل سنة من اليوم بالاضافة الى 73 نقط ( 30% من 245 ) المحصل عليها في 12 شهر قبل سنتين من اليوم و اخيرا 29 نقطة ( 20% 149 ) في 12 شهر قبل ثلاث سنوات. يكون مجموع النقط الحالي 692 نقطة. اذا لاحظتم اخواني فاني اشرت في كل مرة الى 12 شهرا و ليس السنة. لان في جدول الفيفا يشيرون الى (100 % 2018 ) (50% 2017 ) (30%2016 ) (20%2015 ) للتبسيط فقط لكن الامر ليش كما يبدو. فنسبة 100 % مثلا تطبق على اخر 12 شهرا اي انهم يختزلون الفترة ما بين 20 يناير (كانون الثاني ) 2017 الى غاية 20 يناير (كانون الثاني )2018 في سنة واحدة و هي 2018 رغم انها لا تضم الا شهرين من السنة الحالية. و هذا الشرح اذا استوعبتموه اخواني سيسهل عليكم فهم تراجع مصر الترتيب.

فيما يخص تراجع المنتخب المصري فهو راجع الى فقدان رصيد مهم من النقط (131 نقطة ). وهنا يجب الانتباه كذلك الى تراجع معظم الفرق الافريقية وحصريا المنتخبات المشاركة في كاس افريقيا الاخيرة. بل اكبر تراجع كان للمنتخبات التي حققت افضل النتائج خلال الماس و هي مصر الكامرون بوركينافاسو غانا. ذلك لان هذه المنتخبات هي التي حصلت على اكبر رصيد من النقط في يناير (كانون الثاتي) 2017. و بما ان شهر يناير 2017 مر عليه 12 شهرا فاصبح خارج نسبة 100% و اصبح يطبق عليه نسبة 50% . مما جعل مصر تفقد الكثير من النقط و اضعف رصيدها العام.المغرب ايضا فقد بعض النقط من جراء فقدانه بعض النقط التي تحصل عليها في الكاس المذكورة.

هناك حالات خاصة تتداخل فيها عوامل وتفاصيل اخرى ربما قد اجيبكم عنها اذا ما اردتم طرحها في سؤال.