خرج عماد متعب من النادي الأهلي مطأطأ الرأس متهدل الكتفين مُثقلاً بالإحباط والغضب بسبب الطريقة التي كُتبت بها نهاية رحلته الطويلة مع عملاق كرة القدم في مصر وإفريقيا.
متعب لم يجد لنفسه مكاناً في فريق النادي الأهلي، حسام البدري لم يكن يرغب في وجوده ولا يعتبره عنصراً أساسياً أو حتى بديلاً في خططه المحلية والإفريقية، يمنحه بعض الدقائق عندما تتأزم الأمور كضربة حظ أملاً في أن يستخدم المهاجم المخضرم خاصية الـ+90 وينقذ فريقه.
مهاجم الأهلي السابق البالغ 34 عاماً كان يُمني النفس في أن يكون هدفه في الجزائر عام 2009 سبب ظهور مصر في كأس العالم بالعام التالي، ولكن ما حدث في أم درمان بعد 4 أيام دمر الحلم ووضع حداً لطموحات متعب.
لم يكن متعب يتخيل أن حلمه قد يُبعث من جديد بعد مرور 8 سنوات في الوقت الذي يخطط فيه للطريقة المثالية التي ينسحب بها من الملاعب تاركاً وراء ظهره إرثاً لا يمكن أن يمحوه التاريخ.
وشاء القدر في 2017 أن يُسجل محمد صلاح ثنائيته في الكونغو لتتأهل مصر لنهائيات كأس العالم 2018 لأول مرة منذ 1990، لكن عماد متعب لا يشارك في الأهلي فكيف يمكنه أن يحلم باللعب في كأس العالم؟
هل ليس من حقه التفكير في كأس العالم رغم الأزمة الكبيرة في مركز المهاجم في منتخب مصر؟ ربما احتاج الأمر لمخاطرة، مجازفة تنتهي بتحقيق ما هو أكبر من الحلم أو تبعده تماماً عن الملاعب وتُجبره على الخروج غريباً في السعودية.
عماد متعب كتب مع وكيله سيناريو تحقيق حلم كأس العالم وقبلا المُخاطرة، قرر مهاجم الأهلي أن يترك النادي الذي تربى فيه حتى صار نجماً ليطير إلى المملكة العربية السعودية بحثاً عن المشاركة المستمرة لاستعادة اللياقة البدنية والفنية والعودة لممارسة هوايته المُفضلة في رؤية الكرة تلامس إحدى قدميه أو رأسه ثم تحتضن الشباك كاثنين التقيا بعد غياب.
متعب شارك للمرة الأولى مع فريقه أمام الرائد كاد أن يسجل لكن الحارس تصدى لتسديدته التي تابعها مهاجم الأهلي القديم بتسديدة علت العارضة وكان التوقيت يشيرك آنذاك إلى +90، وسط ذهول من اللاعب عن الفرصة الرائعة التي فوتها للتعبير عن نفسه في أرضه الجديدة.
أسامة نبيه المدرب العام لمنتخب مصر أكد في تصريحات بعد مشاركة متعب الأولى على أن اللاعب بإمكانه الانضمام لمنتخب مصر إذا ما نجح في التألق من جديد مع فريقه في الدوري السعودي، ضارباً بشيكابالا المثل بعد عودته لفريق كوبر نتيجةً لتألقه مع الرائد السعودي.
الجهاز الفني لمنتخب مصر يعلم أن باسم مرسي تحول إلى شبح غير موجود وغير حقيقي وغير مؤثر، وأحمد حسن "كوكا" في تراجع على المستوى الدولي وليس له أي فاعلية، وعمرو جمال يكافح في جنوب إفريقيا بحثاً عن قمة مستواه التي فُقدت في ظروف غامضة، ومروان محسن ظل عاماً بين إصابة واستشفاء وانتظار فرصة للعودة.
إذا قد يكون الحل في ذلك اللاعب المُخضرم الذي يعرف جيداً أين يقف في منطقة الجزاء وكيف يُسجل، ولأن كرة القدم للشجعان فقط، قبل هيكتور كوبر السيناريو الشُجاع الذي وضعه متعب لنفسه رغم المُخاطرة ووافق على أن يفتح أبوابه للمهاجم الذي لعب دولياً لأول مرة في عام 2004.
وقبل 5 أشهر من كأس العالم أصبحت نهاية عماد متعب مع كرة القدم مفتوحة، لا أحد يعرف، هل سينجح في السعودية ويلملم نفسه ليطير مع مصر إلى كأس العالم في يونيو؟، أم أن كفاحه سينتهي بمقعد في استوديوهات التحليل بعد الاعتزال يُحلل مباريات بطل إفريقيا التاريخي أمام أورجواي وروسيا والسعودية؟
ملحوظة : المقال لا يعبر الا عن وجهة نظر الكاتب فقط